الوضع المظلم
الخميس ٢٠ / نوفمبر / ٢٠٢٥
Logo
  • التطورات المتسارعة والدور المتعاظم للمقاومة الإيرانية في التوازنات الإقليمية

  • من القمع الداخلي إلى التصدي لمشاريع النظام التوسعية في المنطقة
التطورات المتسارعة والدور المتعاظم للمقاومة الإيرانية في التوازنات الإقليمية
عبدالرزاق الزرزور

في خضم اضطرابات إقليمية ودولية غير مسبوقة؛ تشهد الساحة السياسية في إيران والمنطقة تحولات جوهرية.. فبينما يواجه النظام الإيراني تحديات داخلية وخارجية متزايدة؛ لا تزال المقاومة الإيرانية بقيادة المجلس الوطني للمقاومة ومنظمة مجاهدي خلق حاضرة كقوة فاعلة وديناميكية بل يبرز دورها أكثر من أي وقت مضى في تشكيل مستقبل إيران والمنطقة، وتُؤكد الأحداث الأخيرة من الاحتجاجات الشعبية الواسعة في مختلف المدن الإيرانية إلى التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط مرة أخرى أن حل الأزمات الراهنة لا يكمن في استمرار الوضع الراهن بل في تغيير وتحول جذري في هيكل السلطة.

نظام ولاية الفقيه في مواجهته للاستياء الاجتماعي والاقتصادي العميق لم يجد حلاً سوى في القمع المضاعف وتصعيد الأجواء الأمنية القمعية من خلال الإعدامات العشوائية، والاعتقالات الواسعة، والخنق المتزايد للحريات، وهذا خير دليل على أن هذا النظام لا يملك أي إجابات للمطالب المشروعة للشعب الإيراني.. ومع ذلك فقد أظهر التاريخ الإيراني المعاصر أن لا قمع يستطيع إخماد إرادة شعب على طريق الحرية والعدالة إلى الأبد، وفي هذا السياق حافظت المقاومة الإيرانية من خلال تنظيم شبكات المقاومة ومواصلة النضال من أجل إيران حرة وديمقراطية على شعلة الأمل حية كبديل قوي ومنظم.

وبعيداً عن حدود إيران؛ حولت سياسات النظام الإقليمية الشرق الأوسط إلى بؤرة للصراعات وعدم الاستقرار.. فالتدخلات المفرطة في دول المنطقة، ودعم الميليشيات المسلحة، ومحاولات توسيع النفوذ عبر مشاريع طائفية قد عرضت الأمن والسلام الإقليميين للخطر، وهذه السياسات ليست تهديداً للدول المجاورة فحسب بل إن الشعب الإيراني نفسه هو الضحية الرئيسية لطموحات هذا النظام الذي ينفق الموارد الوطنية على المغامرات الخارجية بدلاً من التنمية والرفاهية، وتلعب المقاومة الإيرانية من خلال فضح أبعاد هذه السياسات وتقديم رؤية لشرق أوسط خالٍ من الأصولية دوراً حيوياً في توعية الرأي العام العالمي.

على الصعيد الدولي باءت محاولات النظام لخداع الرأي العام والتهرب من المساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان وبرامجه النووية والصاروخية بالفشل وذلك بفضل دور المقاومة الإيرانية وكشوفاتها المستمرة.. فقد قدمت المقاومة الإيرانية باستمرار وثائق وأدلة قوية حول الأنشطة الخفية للنظام ودوره في إرهاب الدولة.. هذه الكشوفات إلى جانب الأنشطة الدبلوماسية والسياسية الواسعة ساعدت المجتمع الدولي على فهم الطبيعة الحقيقية للنظام بشكل أفضل ودفعت به إلى اتخاذ سياسات أكثر وضوحاً وحزماً تجاهه.

من جهة أخرى قدمت المقاومة الإيرانية بصفتها القوة المنظمة الوحيدة التي تمتلك الإمكانات والدعم الشعبي لإحداث التغيير؛ تمتلك برنامجاً شاملاً ومدروساً لمستقبل إيران ما بعد إزالة النظام، ويشمل هذا البرنامج إقامة حكومة مؤقتة، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وصياغة دستور ديمقراطي، وضمان حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين.. وهذه الرؤية ليست مجرد استجابة لمطالب الشعب الإيراني فحسب بل تقدم إطاراً لإعادة إيران إلى المجتمع الدولي كعضو مسؤول ومحب للسلام.

خلاصة القول.. تُظهر التطورات الراهنة بوضوح أن حل الأزمة الإيرانية ومن خلاله حل الأزمات الإقليمية لابد وأن يمر من داخل إيران وعبر نضال الشعب ومقاومته المنظمة، وتعمل المقاومة الإيرانية بالاعتماد على عقود من النضال والدعم الداخلي ودعم أحرار العالم كمحفز رئيسي لهذا التغيير.

 إن مستقبل إيران والمنطقة أكثر مرهون اليوم من أي وقت مضى بجهود وانتصار هذه المقاومة؛ المقاومة التي ترفع راية الأمل في الحرية والديمقراطية بالصمود في وجه الظلم والاستبداد.


ليفانت: عبدالرزاق الزرزور 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!