-
سحل الشورت.. ماعجبك الحدود مفتوحة.. قصة من الشام إلى اللاذقية

مرّ علينا أكثر من ثلاثة أشهر منذ أن تمّ إنهاء قضية حظر الشورت، وبدأت عمليات إعادة الإعمار تتسارع في البلاد، مع إصرار السوريين على استعادة حقوقهم والتمسك بثقتهم الكبيرة بقوانين بلدهم. لكن في الوقت الذي تتعالى فيه أصوات الإصلاح وتتغير مواقف الجهات الرسمية، تظل مواقف الأفراد تعكس وعيًا عميقًا بحقوقهم ورفضًا للاستغلال أو التعدي.
في رحلة من دمشق إلى اللاذقية، وقعتُ في موقف شخصي يعكس نوعية الوعي الذي يتحلى به غالبية السوريين، خاصة شبان المغتربين. عبر الطريق، كان يجلس إلى جانبي شابٌ يبلغ من العمر نحو الثلاثين، وكان حديثه يبدأ عادةً بسؤال عن الأمور العادية، قبل أن يتطور إلى حوار غير متوقع.
فجأة، بدأ الحديث عن عنصر أمن كان يقف عند كراج في دمشق، واستغلاله لمنصبه بشكل غير لائق، حيث استغل سلطته لإجبار المواطنين على الالتزام بقواعد ظنية، كانت من ضمنها منع ارتداء الشورت. سألته عن القانون الذي يمنع ذلك، فكانت إجابته صادمة: "ما فيه قانون هالحكي، والله يا أخي، ولا مرة سمعت فيه."
لكن، مع ذلك، لم يكتفِ الشاب بذلك، بل أكد بحزم أن السوريين، على الرغم من كل الظروف، يفهمون حقوقهم وواجباتهم، ويعرفون جيدًا أن لا أحد يملك أن يفرض عليهم قيودًا غير قانونية أو استغلال منصبه من أجل إذلالهم، فهم "ما منّا دواب"، على حد قوله.
هذه الحكاية الصغيرة، التي عشتها خلال الرحلة، تعكس وعي الشاب السوري ورفضه لانتهاكات السلطة، في حاضرٍ يتغير بسرعة مع اندماج البلاد في مسيرة البناء والإصلاح. وهو دليل على أن السوريين لن يقبلوا بعد الآن أن يُستخدموا لغايات شخصية، وأنهم على قدر كبير من الوعي بحقوقهم، مستمرين في النضال من أجل بلد يحترم القانون ويكرم ابنائه.
في كانون الأول من العام الماضي وبعد سقوط النظام بفترة وجيزة، تحدّث الرئيس “أحمد الشرع” إلى صحيفة “” البريطانية، وقال رداً على سؤالٍ حول فرض تطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد قائلاً أن “سوريا” ستكون طبيعية ولن تتدخل بشكل عميق في الحريات الشخصية لكنها ستأخذ العادات بعين الاعتبار وفق حديثه.
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!