-
من مطلوب إلى العدالة لضيف في البيت الأبيض
في خطوة تاريخية غير مسبوقة، وخلال أقل من عام على توليه السلطة بسرعة لافتة، يُعزز الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع مكانته الدولية، محولًا صورته من قيادي جهادي إلى رجل دولة عالمي. تجسّد هذه اللحظة النادرة في التاريخ السياسي السوري من خلال زيارته إلى البيت الأبيض، التي لم تكن مجرد زيارة بروتوكولية، بل خطوة استراتيجية تعكس رغبة في إعادة صياغة المسار الدبلوماسي للبلاد.
وفي مقابلة حصرية مع قناة “فوكس نيوز” الأمريكية، عقب لقائه مع الرئيس دونالد ترامب، أعلن الشرع أن العلاقات بين دمشق وواشنطن دخلت مرحلة جديدة، بعد عقود من القطيعة والانغلاق. وأكد أن هذه الزيارة الأولى من نوعها لرئيس سوري إلى البيت الأبيض منذ تأسيس الجمهورية السورية في الأربعينيات، وتمثل نقطة تحول حاسمة بعد سقوط النظام السابق وبدء مرحلة جديدة من التعاون مع الولايات المتحدة.
وتطرق الشرع إلى الحرب الطويلة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” والتي استمرت عشر سنوات، وخسائر القوات السورية خلال تلك الفترة، مؤكدًا أن الوجود العسكري الأمريكي يجب أن يكون بالتنسيق مع الحكومة السورية، في إشارة واضحة إلى رغبة في تعزيز التنسيق والتفاهم.
وفي سياق الحديث عن ماضيه وعلاقته بتنظيم “القاعدة”، أشار الشرع إلى أن المرحلة السابقة أصبحت من الماضي، مؤكّدًا أن التركيز الآن ينصب على المستقبل والإمكانات الاقتصادية، مع فتح آفاق للاستثمار وإعادة الإعمار، في إطار سعيه لتحسين الصورة الدولية لسوريا.
أما عن ملف السلام، أوضح الشرع أن سوريا تختلف عن الدول التي أبرمت اتفاقيات “إבراهام”، مشيرًا إلى أن حدود سوريا مع إسرائيل المحتلة للجولان منذ عام 1967، تضعها في وضع خاص، وأن أية مفاوضات مباشرة حالياً غير مطروحة، لكن الدور الأمريكي بإدارة ترامب قد يحمل آمالًا لتحقيق تقدم في هذا الملف.
وفي خطوة تعكس اهتمام دمشق بالعدالة والمصالحة، أعلن الشرع عن إنشاء لجنة للعدالة الانتقالية بهدف محاسبة المسؤولين عن الجرائم في عهد النظام السابق، بمن فيهم الرئيس بشار الأسد. وأكد أن ملفات المطلوبين ستُطرح ضمن المفاوضات، رغم المواقف الروسية المختلفه.
وفيما يتعلق بالمختطفين والمفقودين، كشف الشرع عن وجود أكثر من 250 ألف مفقود نتيجة الحرب، وأكد أنه التقى بوالدة الصحفي الأمريكي أوستن تايس، المختفي منذ 2012، ووعد ببذل كل جهد ممكن لتزويد عائلة تايس بالمعلومات حول مصيره، بالإضافة إلى عائلات باقي المفقودين.
وفي الختام، وصف اللقاء مع ترامب بأنه “رائع”، واستمر نحو ساعتين، حيث أهداه الرئيس الأمريكي قبعة تحمل شعار حملته الانتخابية، مؤكّدًا عزمه على حملها إلى دمشق، رمزًا للعهد الجديد في العلاقات الدولية.
وقد عقد الشرع خلال زيارته في واشنطن، اجتماعات رسمية مع ترامب وعدد من المسؤولين الأمريكيين، تركزت على ملفات الاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية، والعقوبات المفروضة على سوريا، والتعاون الأمني مع إسرائيل، في مشهد يعكس تغيرات جذرية في السردية الدبلوماسية السورية وإشارات واضحة إلى نوايا جديدة في السياسة الخارجية.
المصدر: وكالات
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!

