-
نزاعٌ هيكلي وانهيار معيشي.. وصدعٌ عميق في كيان الدكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران..
نزاعٌ هيكلي وانهيار معيشي.. وصدعٌ عميق في كيان الدكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران..
عبدالرزاق الزرزور محامي و ناشط سياسي سوري
تنتقل الأزمة الاقتصادية الشاملة في البلاد والتي تتسم بالسقوط الحر لمستوى المعيشة والفقر الانفجاري.. إلى البؤرة الرئيسية لتصعيد الخلافات داخل النظام..
إن النزاع اليوم حول الموارد والسلطة في إيران ليس مجرد صراعًا سياسيًا تقليديًا بل هو انعكاس لـ صدع هيكلي عميق اجتاح كيان السلطة الحاكمة بأكمله.. وقد أدى هذا الوضع إلى وصول مستوى المعيشة العام إلى أدنى مستوياته مما يُمهد الطريق لانتفاضات شعبية متزايدة.
المُحرك الرئيسي للتضخم
الفساد والاقتصاد الريعي.. تُظهر التحليلات أن السبب الرئيسي وراء التضخم غير المسبوق ليس فقط العقوبات الخارجية.. بل الفساد المُنظّم وطباعة العملة بشكل جامح، والاقتصاد الريعي الذي تتحكم فيه مؤسسات العصابة الحاكمة، وتُعد قضية الفساد الأخيرة في البنوك الكبرى مجرد مثال صغير على تجاوزات قادة النظام على جيوب الأمة، وتُقرّ وسائل الإعلام التابعة للسلطة الحاكمة بأن «السلوك السياسي قد تحول من التنافس إلى العداء»، وهذا التحول يحدث عادة عندما «لا يكون هناك حكم» للحد من النزاع ويشعر أحد الأطراف بأن «تحولًا كبيرًا قادمًا».. هذه الاعترافات هي وثيقة تُثبت التزعزع في أعلى مستويات السلطة.
تفاقم الأزمة في ولاية الفقيه وضعف خامنئي
إن النزاعات والخلافات الداخلية التي تنعكس بشكل متزايد على المنابر وفي وسائل الإعلام تُشير إلى ضعف خامنئي والتصعيد الذي لا يمكن السيطرة عليه للأزمة في سلطان ولايته.. إذ يتهم طرفا النزاع بعضهما البعض بالتبعية والتجسس، وقد تحول هذا العنف الداخلي بحد ذاته إلى عامل مُسرِّع للانهيار، ويُظهر أن الدكتاتورية الدينية بسبب مآزقها الاقتصادية والسياسية التي صنعتها بنفسها قد دخلت مرحلة الانتقام التاريخي.
دور قوة التغيير
في خضم هذا الوضع تلعب وحدات المقاومة دور قوة التغيير.. ونعني هنا "اتحاد الشعب مع وحدات المقاومة" ليلعبا دوراً فعالاً وموجعاً للنظام الإيراني ومؤسساته القمعية، وفي هذا السياق تُشير الأنشطة الواسعة لـ وحدات المقاومة في الأسابيع الأخيرة ومن بينها إحراق رموز القمع، وكتابة الشعارات الاحتجاجية على الجدران في مختلف المدن، واستخدام شعار «لا للإعدام» والعديد من أنشطة التحدي الأخرى إلى استعداد المجتمع لانتفاضة متجددة.. ويسير هؤلاء الثوار بلهيب انتفاضة نوفمبر (تشرين الثاني) قُدُماً مؤكدين أن الحل لن يأتي من داخل هذا النظام المحتضر بل من خلال إسقاطه وإزالته.
ثقافة التزلف.. مرض المجتمعات المأزومة بالسلطة
رسالة المقاومة المُنظمة ورؤية المستقبل
لقد أدى النزاع داخل سلطة الفاشية الدينية الحاكمة حول تقاسم الموارد الناتجة عن النهب الشامل للمال العام إلى فقر انفجاري وانهيار في مستوى معيشة الشعب مباشرة.. وبالتالي فإن أي استقرار اقتصادي أو سياسي تحت ظل هذا النظام هو مجرد وهم، والقوة الوحيدة القادرة على الخروج من الأزمة هي المقاومة المُنظمة، وقد وضعت وحدات المقاومة في الداخل والمجلس الوطني للمقاومة في الخارج بقيادة السيدة مريم رجوي الرئيسة المُنتخبة للمقاومة الإيرانية استراتيجية "الحل الثالث" لاستبدال الدكتاتورية الدينية بـ "جمهورية ديمقراطية علمانية غير نووية، وقد أكدت السيدة مريم رجوي في أنشطتها الأخيرة من بينها مؤتمرات برلمانية في أوروبا وبريطانيا على ضرورة المحاسبة الدولية لوقف آلة الإعدام، ودعت إلى الاعتراف بحق الشعب الإيراني في إسقاط هذا النظام.
رسالة المقاومة المُنظمة الرئيسية واضحة" لا للحجاب الإجباري، لا للدين الإجباري، لا للحكومة الإجبارية" ولقد حان الوقت للمجتمع الدولي ليوقف سياسة المساومة ويقف إلى جانب الشعب الإيراني ذلك لأن «الخلاص من الخطر النووي وإرهاب النظام الإيراني يكمن في الخلاص من كلّيهما»، وإن الإعدامات واسعة النطاق التي يقوم بها النظام ليست سوى محاولة يائسة لتأخير إسقاطه.. وإن هذا الصدع الهيكلي ليمهد الطريق لتسريع سقوط النظام.. كذلك فإن الحل النهائي يكمن فقط في تصعيد مسار الانتفاضة وتحقيق سيادة الشعب.
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!

