الوضع المظلم
الخميس ٢٧ / نوفمبر / ٢٠٢٥
Logo
القيادة التي تخاف من النقد.. تدفن نفسها في مقبرة الصمت
ماهين شيخاني

مقدمة: حين تصبح الحقيقة جريمة

في ردهة مغلقة من قصر السلطة، حيث تتحول المقاعد إلى عروش، والرأي المختلف إلى خيانة، تولد الطغمة الحاكمة. إنها اللحظة الفاصلة التي تتحول فيها القيادة من خادمة للقضية إلى سيدة على الحقيقة، فتسجنها في أقبية الولاء، وتعدمها في ميدان الطاعة.

الفصل الأول: تشريح ديكتاتورية المصغرة

ليس بالضرورة أن ترتدي الديكتاتورية زي العسكر، أو تحمل سيف الجلاد. فأخطر أنواعها هي تلك التي تتسلل كالسرطان داخل الكيانات السياسية، متخفية في ثوب "الرفيق القائد"

أو" مجموعة يعتبرون أنفسهم صقور".

مظاهر المرض:

تحول النقد من "واجب وطني" إلى "جرم تنظيمي"

اختزال الصواب في شخص القائد أو دائرته الصغيرة ، والحقيقة في قراراته

تحول الأعضاء من مناضلين إلى موظفين يخشون الفصل

استبدال لغة الحوار بلغة التلميح والهمس

الفصل الثاني: أجيال الخوف.. عندما يتحول المناضل إلى كاتب تقارير

الأخطر في هذه المعادلة هو ولادة جيل جديد من المناضلين الذين تعلموا أن:

الصمت وسام شرف

الإيماء برأس الموافقة فن للبقاء

النجاح في المسار الوظيفي مرتبط بمسطرة الرضا القيادي

هكذا يتحول الحزب من "مشروع تحرري" إلى "شركة استثمارية"، حيث يبيع الأعضاء ضمائرهم في سوق الولاءات، ويشترون بطاقات الصعود في سلم المناصب.

الفصل الثالث: خرافة الأمان في مملكة الصمت

تظن القيادة المتسلطة ( الصقور ) أنها تبني مملكة أبدية بالولاءات، لكنها في الحقيقة تبني:

قصراً من ورق: ينهار بأول هبة رياح التغيير

سجناً للجميع: حيث القائد نفسه أسير خوفه من الحقائق

مقبرة للإبداع: يدفن فيها كل فكر جديد

الفصل الرابع: دروس التاريخ.. لماذا تسقط أنظمة "الحقيقة الواحدة"..؟.

من صفحات الماضي:

الأحزاب الشيوعية: التي تحولت من أدوات تحرر إلى آلات قمع

الأحزاب والتنظيمات التحررية: التي أصبحت نسخة من الأنظمة التي حاربتها

الحركات الإصلاحية: التي تحول قادتها إلى "أوصياء على الفكر"

الدرس الواضح: كل حقيقة تحتكر، وكل صوت يُخنق، وكل نقد يُقمع.. هو قنبلة موقوتة تنتظر انفجارها.

الفصل الخامس: كيف نعيد للقيادة إنسانيتها..؟.

وصفة للعلاج:

استبدال "ثقافة الطاعة" ب"ثقافة المسؤولية"

تحويل "هيبة القائد" من خلال القوة إلى هيبة من خلال الاحترام

بناء آليات مؤسسية للنقد البناء

فصل المسار الوظيفي عن مسار الرأي والفكر

الخاتمة: النقد.. هواء الحرية الذي تختنق بدونه القيادات

القيادة التي تخاف من النقد كالطبيب الذي يخاف من التشخيص، والقائد الذي يخاف من المراجعة كربان يخاف من البوصلة.

الحقيقة التي يجب أن تقال:

الخوف من النقد هو خوف من المستقبل

قمع الرأي هو اعتراف بضعف الموقف

الاحتكار للحقيقة هو بداية النهاية

"لا توجد قيادة عظيمة بدون نقد حر، ولا يوجد مشروع تحرري بدون رأي مختلف. فالحقيقة مثل النهر، كلما حاولت حجره، زاد ضغطه حتى ينفجر".

رسالة أخيرة:

للقادة الذين يخافون من النقد: تذكروا أن الأصوات التي تخنقونها اليوم ستكون صدى انهياركم غداً. وللمناضلين الصامتين: تذكروا أن الصمت ليس ذهباً، بل هو قيد تطيعون به على أنفسكم.

ليفانت: ماهين شيخاني

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!