-
رئيسٌ للعراق ... إذا حلٌّ ، أضاءَ
ليفانت: صبحي ساله يي
في حوار مطول أجراه الإعلامي المبدع نجم الربيعي مع السيد فاضل ميراني مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني، بشأن نتائج الإنتخابات التي سبقها اللغط والجدل والقلق والتوتر، والأوضاع الداخلية في اقليم كوردستان، وعلاقات أربيل وبغداد، والمرحلة المقبلة من العملية السياسية التي يصفها البعض بالصعبة للغاية وما تواجهها من تحديات وما يتضمنها من مفاجأت وتسقيطات ومحاولات لإبعاد طرف على حساب طرف آخر، وربما تصحيحات وتراجعات عن قرارات ومواقف سابقة. شاهدت الميراني كما هو، مناضل يحمل سمات ومواصفات الكاتب السياسي والمحاور المثقف والرجل السياسي والدبلوماسي الأنيق المحنك، ينتهج الإسلوب الأدبي في الحديث ويحاول الجمع بين أصول اللياقة ووسامة الشخصية ومهارة الخبرة والإحتراف وسمات صقلته سنوات العمل بين صفوف حزب عريق يستمد قوته وشرعيته من قوة وشرعية قضية شعب كوردستان.
الميراني خلال لقاءاته مع وسائل الأعلام المختلفة وكتاباته الفكرية والسياسية، يغلب العقل على العاطفة في عرض تصوراته، ويسعى لطرح رؤيته وآرائه وافكاره بشأن القضايا المختلفة التي تخص العراق والقضية الكوردية ضمن اطار منطقة الشرق الاوسط وتأثرها وتأثيرها على مجمل الأحداث، دون أن يقول كل ما يعرف. ويتحدث عن العاصفة قبل هبوبها وبخاصة في أوقات الأزمات ويغوص في أعماقها وهو يدرك ما تتطلبه كل مرحلة من أساليب تعامل مختلفة في التوجهات والمضامين، والمنهج عنده ثابت في كل الحالات.
بعد مشاهدة الحوار، وما شاهدته من إبداع المحاور الربيعي الذي أعطاه نكهةً وطعماً مستساغين.. وبالذات في جزئية معينة، عندما قال :
- دعني أتحارش بك بسؤال، والله أعتقد، بأنه بريء:
فرد عليه الميراني: أنا استمع للأسئلة غير البريئة أيضاً.
- والله الآن توارد الى ذهني هذا السؤال... شخصية مثلك بهذا العمق، عابرة للفكرة القومية، وعابرة للفكرة المذهبية، لماذا لاتذهب الى بغداد لتكون في مراكز القرار؟.
أجابه الميراني، ولكن بدى الجواب غير مقنعاً للربيعي، لذلك قال:
- أعيد السؤال : لماذا هذا الحزب الكريم الذي تنتمي اليه لا يحقق هذه الرغبة ويجعلكم من القادة في بغداد ؟
مرة أخرى، أجاب الميراني، ولكن تحفظ الربيعي على الجواب، وقال:
-أحترم هذه الإجابة مع تحفظي عليها، يعني هل يمكن القول أنتم قد تبخلون على بغداد بهذا؟
*رد الميراني قائلاً: لا ليس على بغداد، في تصوري، هي أصلاً، يمكن أن نساهم في تحسين الوضع في بغداد، ولكن الأرضية الملائمة غير متوفرة لإستقبال المساهمة المتواضعة لهذا الكوردي أو ذاك.
- أهذا يعني ما زال يراودكم هكذا التفكير؟
بالتأكيد لأن الكل أكبر من الجزء، ويساوي مجموع الأجزاء، إذا كانت أرضية بغداد ناضجة ومهيأة فيمكن أن تركض المساهمات نحوها، ويمكن أن تنتج.
من محصلة الحوار، إستنتجت بأن السيد الميراني يستحق المناصب التي تولاها، حتى الآن، عن جدارة، وانه في ظل الظروف الحالية والتعقيدات والتوترات الداخلية والتحديات والمتغيرات الاقليمية والدولية ومـآلاتها، وفي هذا الظرف السياسي المفصلي، يستحق أن يكون رئيساً للبلاد، رئيساً يمتلك إرادة رعاية الدستور والعمل بإخلاص وتفان من أجل وفاق وطني قائم على إدراك المؤشرات التي تدل على أن المنطقة تمر بظروف حساسة وخطيرة، وأن العراق جزء من هذه المنطقة التي تشهد خطوات تصعيدية وتغلي على صفيح ساخن، وربما تتجه نحو فوضى مكتملة الأركان. وأن الميراني لو جلس في قصر السلام ببغداد، كرئيس لجمهورية العراق الفدرالي، سيضيئها.
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!

