الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٤ / نوفمبر / ٢٠٢٥
Logo
الروحانية والرياء – قراءة في مقال آزا عڤدالي
آزا عبدالي

الصحفية الكوردية المعروفة آزا عڤدالي

نُشر مؤخرًا في موقع Kurdistan.Ru مقالٌ عميق ومؤثر للكاتبة والصحفية الكردية الروسية آزا عڤدالي، تناولت فيه موضوع الروحانية والمعايير المزدوجة في العالم المعاصر، انطلاقًا من دراسةٍ صنّفت إيران ضمن أكثر الدول “روحانيةً” في العالم.

تطرح الكاتبة سؤالًا مؤلمًا وصادقًا:
كيف يمكن لدولةٍ تُمارس يوميًا الإعدامات بحق الكرد، وتضطهد النساء، وتخنق حرية التفكير، أن تُعَدّ نموذجًا للروحانية؟
إنها لا تتحدث بشعارات، بل تسوق أمثلة حية وحقائق دامغة تكشف التناقض الصارخ بين الصورة والواقع.

نتذكّر جميعًا مأساة جينا (مهسا أميني)، التي تحوّلت وفاتها المأساوية إلى رمزٍ للنضال من أجل الكرامة الإنسانية.
ونتذكّر قصف أربيل، واغتيال القائدين الكرديين عبدالرحمن قاسملو وصادق شرفكندي، والسجون الإيرانية التي تكتظّ بالمعتقلين الكرد الأبرياء.
كلّ هذه الوقائع ليست أحداثًا متفرقة، بل حلقاتٌ في سلسلة طويلة من الاضطهاد الذي يتغاضى عنه العالم تحت شعاراتٍ زائفة عن “الروحانية” و”الوحدة الدينية”.

ومع ذلك، وكما تقول آزا عڤدالي، ظلّ الكرد رغم كل الجراح دعاةَ سلامٍ واحترامٍ متبادل مع الشعوب الأخرى.
تلك النضوج الأخلاقي والسياسي هو ما يميّزهم عن الأنظمة التي تتخفّى وراء لافتاتٍ أخلاقيةٍ وهمية لتبرير طغيانها.

أكثر ما يلفت في المقال هو خاتمته المعبّرة:

الكرد اليوم لا يريدون أن يموتوا من أجل علم مهاباد، بل يريدون أن يعيشوا ليحموه ويخدموه بكرامةٍ ونضجٍ ووعيٍ سياسي.

هذه الجملة تختصر فلسفة المرحلة الكردية الراهنة — فلسفة تقوم على الحكمة، والواقعية، وصون الكرامة الوطنية.

إن صوت آزا عڤدالي هو صوت الضمير والصدق والروحانية الحقيقية.
مقالها ليس مجرد نصٍّ صحفي، بل صرخة أخلاقية في وجه الرياء والصمت والتواطؤ.

ليفانت: د. رضوان باديني

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!